يعد التفكير الإبداعي من أكثر أنماط التفكير أهمية وشعبية، حيث لم يترك مجالاً مهنياً أو دراسياً أو غيرها في الحياة إلا ودخله وأضاف إليه اللمسات الخاصة، ناقلاً إياه لمرحلة أعلى أجمل وأيسر. لنتعرف معاً أكثر على هذا النمط من التفكير.

تعريف التفكير الإبداعي

من بين الطرق الكثيرة التي يمكننا تعريف التفكير الإبداعي بها لعل الآتي أبسطها وأشملها: هو القدرة على معالجة المعلومات والمواقف بطريقة جديدة ورؤية الأمور من زاوية مختلفة، ويشمل أيضاً التعمّد في إيجاد طرق جديدة لحل واستيعاب المعلومات الموجودة مسبقاً لدينا؛ وأحياناً يكون القدرة على تحديد جذر المشكلة وإن كانت تستدعي الحل أساساً.

صفاته

يتمتع الشخص الذي يعتمد هذا النمط من التفكير بمجموعة من الصفات التي تخدم أسلوبه:

  • فضولي: يسأل الأسئلة التي غالباً ما توقد النقاش وتفتح أبواب لمفاهيم جديدة تخدم سياق العمل (إن كنا نتحدث عنه في المجال المهني).
  • مرن: ولعلها من أهم الصفات، فهذه المرونة هي التي تكسبه القدرة على تبديل طريقة معالجته للمعلومات وتفكيره بالمشاكل فلا يلتزم بوحدانية الأسلوب وقولبة التفكير بل يسعى دوما لإيجاد آفاق جديدة ومبتكرة.
  • مستقل: بالرغم من قدرته على العمل ضمن فريق إلا أنه دوماً ما يفضّل الاستقلال ويلمع نجمه عند عمله بمفرده؛ كالكاتب الذي قد يستوحي ممن حوله الأفكار إلا أن الكتاب كتابه وهو سيّده يبدع ويؤلف ويستمتع بإنجازه باستقلالية.
  • نشيط وحيوي: فهو شغوف بما يعمل وينسجم بسرعة بالعملية حيث قد تمر الساعات وهو لا يشعر بها، وهذا غالباً ما يكون بدوره حافز لمن حوله على الإنجاز أيضاً.
  • إضافة لما سبق فهم أشخاص حساسين بمعنى أنهم يفعّلون جانبهم العاطفي في التفاعل مع الحياة أكثر من غيرهم، وهم أيضاً موضوعيين ومجازفين.

أهمية التفكير الإبداعي

  • يزود الشخص بمستوى وعي ذاتي عالي (إدراك أعلى لذاته)
  • مطلوب بكثرة من أرباب العمل فهو صفة أساسية يرغبونها دوماً بموظفيهم
  • يصبح أكثر ثقة بأفكاره وحلوله
  • يزيد من درجة التعاطف لدى الشخص وقدرته على توظيف .مشاعره في الأماكن الصحيحة
  • يجعل الشخص أكثر انفتاحاً وتقبلاً للاختلاف.

كيف نطوره

  • التعرف على أشخاص جدد وتحديداً من تخصصات وأعمال مختلفة عن مجال عملك.
  • مشاركة اهتمامتك والنقاشات مع الآخرين والاستماع لأفكارهم: فهذا يكسبك القدرة على رؤية وفهم زوايا مختلفة لمواضيع سبق أن تم طرحها أمامك أو شكّلت عنها آراءك الخاصة.
  • التركيز على الهوايات كالرسم أو الكتابة أو الرياضة أو الطهي أو غيرها.
  • تغيير الروتين من فترة لأخرى: وليس من الضروري أن يكون الأمر ضخماً وجذرياً، يمكنك تغيير روتينك ليوم واحد أو لساعة فقط أو لعادة معينة تقوم بها دورياً. 

وأخيراً أصدقائي لا تنسوا أنه وبالرغم من أهمية التفكير الإبداعي إلا أن النجاح كله يعتمد على معرفة متى نستخدمه وحده ومتى نحتاج لأن نمزج بينه وبين أنماط التفكير الأخرى بما يتناسب مع الموقف والحالة الراهنة.