كنت مع مجموعة من الأصدقاء مسافرين لقضاء العطلة في بلد آخر، وعند وصولكم، فجأة وإذا بالسماء تمطر بغزارة لتقول: كم أننا ذوو حظ خارق، كان الطقس جميلاً طوال الأسبوع الماضي، لكن بمجرد وصولنا تغير الجو، إذاً فإننا السبب في ذلك.
قد يبدو كلامك للوهلة الأولى مزاحاً، لكن صدق أو لا تصدق، بعض الأشخاص يعتبرون ما حدث دليلاً فعلياً على الحظ السيء، لا بل ويتشاءمون من باقي اليوم أو حتى باقي الرحلة، وهنا يقعون بما يسمى مغالطة عَقِبه؛ إذًا بسببه؛ After This, Therefore Because Of

ما هي مغالطة عَقِبه؛ إذًا بسببه؛ After This, Therefore Because Of ؟

باللاتينية يطلق عليها post hoc ergo propter hoc وهي الافتراض أن حدثاً ما هو نتيجة لوقوع حدث آخر فقط لكونه حصل قبله في الزمن. هذا الافتراض خاطئ بالضرورة، لعدم وجود أي علاقة سببية بين حدثين لمجرد أن أحدهما حدث قبل الآخر، فلو كان الأمر وللأسبقية الزمنية علاقة بذلك، لكان حدوث أي حدث السبب في حدوث حدث آخر يأتي بعده. وهذا غير صحيح إذ إن الرابط السببي بين حدثين لمجرد حدوثهما بشكل متوازٍ أو متتالٍ قد يكون تخيلاً ولا أساس له من الصحة.

قد ينتج عن هذه المغالطة معتقدات خاطئة عند بعض الناس، كالحظ السيء مثلاً، أو ربط هذه الأحداث بالحسد أحياناً، كعند شراء شيء جديد وبمجرد أن يقول أحدهم أنه معجب به، يتعطل أو يتمزق، فتقول في قرارة نفسك: لا بد أنه قد حسدني.

وقوع أحداث متتالية لا يعني أن أحدها سبب حدوث آخر، فالليل والنهار متواليان، لكن حدوث أحدهما ليس سبباً لحدوث الآخر. لذلك يجب تحري الدقة ووضع ضوابط للتمييز بين الأحداث السببية والصدفة.