في أثناء جلسة عائلية تجمع أجيالاً مختلفة معاً، يقول أحدهم أنه سعيد لأنه قريباً سيصبح “دكتوراً”. يردُّ عليه أحد كبير في السن فيقول: يا عمي أنت لم تدرس الطب فكيف ستصبح ” دكتوراً” عما قريب؟
في الحقيقة فإن المقصد هنا من كلمة دكتور ليس الطبيب إنما الشخص الحاصل على شهادة الدكتوراه PhD في أي مجال كان.

هنا كان من الممكن حصول ما يسمى مغالطة المراوغة.

ما هي مغالطة المراوغة؟

مغالطة المراوغة أو تسمى الالتباس المعجمي – Equivocation أو المعنى المزدوج – Double Meaning تحدث عندما يتضمن التعبير المستخدم في المحاججة أكثر من معنى يختلف باختلاف سياق الكلام، وهنا يتم استغلال مرونة وضبابية بعض المصطلحات والكلمات وبأن لها دلالات ومعان مختلفة بالرغم من تشابهها في التهجئة والنطق لتحوير الكلام عن الموضوع الأصلي، كما في مثالنا السابق عن كلمة “دكتور”.

كأمثلة أخرى عن هذه المغالطة: كلمة “قانون” والتي لها معانٍ مختلفة بحسب سياقها في الجملة ومن السهل الاستدلال على المعنى المقصود عند النظر إلى الجملة ككل:
فكلمة قانون قد تعني قانون الطبيعة.
وكلمة قانون قد تعني أيضاً التشريعات والقوانين التي تنظم البلاد.
كما أنها قد تدل على آلة ” القانون” الموسيقية.
وقد تعني أيضاً قوانين الفيزياء.

لكن الصعوبة تكمن في المصطلحات المُختَلف عليها بين الناس والتي تتضمن معانٍ عامة أو فضفاضة إلى حد بعيد ومضلِّل، وهنا تحدث المغالطة في معرفة المعنى المراد إيصاله من قبل المتكلم.

مثلاً: كنت أريد بشدة دراسة علم المنطق لأنه يعلم الجدل وهذا ما أحبه، لأنني أتجادل كثيراً مع إخوتي لدرجة أن يبدأ أهلي بالصراخ علينا.
هنا يا أصدقاء ظهرت مغالطة المراوغة في معان كلمة الجدل: ففي المرة الأولى تعني المحاججة أو استخدام الأدلة بصورة صحيحة أما في المرة الثانية فتعني الصراخ والجدال والتعنت لفكرة ما.

وأخيراً، لتجنب الوقوع في هذه المغالطة يجب تحديد المصطلحات على نحو واضح وكشف أي التباس قد يحصل بشرح المصطلح الذي يدور حوله الالتباس، كما يمكن استبداله بكلمات أخرى لها نفس المعنى ولا تسبب الجدل حولها.