عندما نتحدث عن الصين كوجهة دراسية للطلاب الدوليين فالأمر يختلف عن باقي الوجهات الدراسية المعروفة مثل الولايات المتحدة أو كندا أو أي من الدول الأوروبية. بلد واسع جدًا (ثقافيًا وجغرافيًا) بسكان يفوقون المليار نسمة يتحدثون لغة صعبة ومعقدة ودولة منغلقة على نفسها بأقصى الشرق الآسيوي يجعل التفكير باستكمال الدراسة في الصين غامضاً بغموض هذا البلد.

وحتى إذا ما بحثت عن هذا البلد لن تجد الكثير مما هو مكتوب عن تفاصيل الدراسة والحياة هناك، ولن تصادف الكثير من التجارب كما هو الأمر مع غيرها من البلدان؛ لذلك هنا سنتعرف عن كل ما يتعلق بالصين من تفاصيل الدراسة والحياة والتكاليف والجامعات واللغة.

لماذا الدراسة في الصين؟

في السنوات الأخيرة زادت أهمية الصين كقوة اقتصادية كبرى لها تأثيرها في العالم، وهذا زاد من مكانة الصين على مختلف الأصعدة بما في ذلك التعليم، إذ تضاعف عدد الطلاب الدوليين في الصين في السنوات العشرة الأخيرة ليزيد بمعدل 10% في كل سنة عن السنة السابقة، ناهيك عن زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم والذي وصل إلى نحو 4% من إجمالي الناتج المحلي.

أضف إلى ذلك، أكثر من 2400 كلية وجامعة موجودة في الصين، والخطط الخمسية التي تتبعها الإدارات التعليمية هناك للتركيز أكثر على مجالات العلوم والتكنلوجيا بهدف منافسة الدول الغربية. كل هذا زاد من أهمية الصين في السنوات الأخيرة كوجهة دراسية للطلاب الدوليين.

لغة الدراسة في الجامعات الصينية

بالإضافة إلى اللغة الصينية بكل تأكيد كونها اللغة الرسمية للبلاد، فإنه يمكن الدراسة باللغة الإنكليزية في العديد من الجامعات، وتزيد سنويًا البرامج الأكاديمية المتاحة باللغة الإنكليزية وذلك سعيًا من الجامعات لاستيعاب مزيد من الطلاب الدوليين لديها.

وعلى الرغم مما هو معروف عن لغة الماندرين بأنها واحدة من أصعب لغات العالم، إلا أنها لن يكون الأمر بتلك الصعوبة إذا ما فكر الطالب بتعلمها هناك، إذ توفر معظم الجامعات كورسات خاصة لتعليم الماندرين للطلاب الأجانب، فضلًا عن أن الطالب سيكون في وسط اللغة الثقافة، وبالتالي سيسهل هذا الأمر من تعلمها.
قمنا بإعداد دليل شامل لمساعدتك تعلم اللغة الصينية , تعلم اللغة الإنكليزية

آلية التقديم إلى الجامعات الصينية

التقديم إلى الجامعات الصينية أسهل مما تعتقد، حيث إن أمام الطلاب الدوليين الراغبين بالدراسة هناك أكثر من طريقة للتقديم، أولها عبر موقع الجامعة مباشرة التي يرغب الطالب الدراسة فيها، أو من خلال المنصة الإلكترونية CUCAS والتي هي منصة أونلاين يمكن التقديم منها مباشرة إلى مختلف الجامعات الصينية، إذ تعمل كوسيط بين الطالب والجامعة التي يريد الدراسة فيها مقابل رسوم بسيطة لا تتجوز 50 دولاراً (في تاريخ كتابة هذا المقال).

أو يمكن التقديم من خلال المركز الحكومي الصيني للتقدم إلى الجامعات الصينية. الخيار الأخير المتاح أيضًا لمن يرغب بالدراسة هناك هو عن طريق أحد أصدقائك الذين يدرسون هناك (إن كان لديك صديق يدرس بالصين) إذ يمكن لهذا الشخص التقديم لك إلى أي من الجامعات بعد تزويده بكافة الوثائق المطلوبة.

تشمل الوثائق التي عادة ما تطلبها الجامعات الصينية إثباتات شخصية مثل جواز السفر وصور شخصية وشهادة لغة باللغة التي تنوي الدراسة فيها سواء الصينية أو الإنكليزية (تقبل TOEFL, IELTS) والشهادة الدراسية من المرحلة السابقة، كذلك تطلب الجامعات الصينية خطاب تعهد من والدي الطالب أو المسؤولين عنه يؤكد أن الطالب عازم على الدراسة وسيلتزم بالقوانين السارية هناك، بالإضافة إلى متطلبات أخرى مثل إثباتات مالية وضمانات صحية وخلو سجل الطالب من أي شكل من الجرائم.

أما بالنسبة لمواعيد التقدم بالطلبات للالتحاق بأي من الجامعات هناك فإن هذا يختلف بين جامعة وأخرى وحسب البرامج الأكاديمية، ولكن بشكل عام معظم الجامعات تفتح باب التقدم في أواخر فبراير/شباط حتى أواخر مايو/أيار، أحيانًا تقبل الطلبات بعد هذه الفترة إذا كانت الجامعة ما زال لديها مقاعد متوفرة للطلاب الدوليين.

الجامعات الصينية

بحسب تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2018 فإنه 69 مركزاً تعليمي من جامعات وكليات صينية كانت ضمن التصنيف العالمي، 6 منها لأول مرة تدخل هذا التصنيف فضلًا عن أنه هناك الكثير من المعاهد والجامعات التي تحتل ترتيباً ممتازاً على مستوى آسيا.

هنا سنتعرف إلى أفضل الجامعات الصينية وترتيب كل منها المحلي والعالمي:

  1. Tsinghua University في العاصمة الصينية بكين، تحتل المرتبة 25 على مستوى العالم والسادسة على مستوى آسيا، وتتميز بشكل لافت في تخصصات الهندسة المعمارية والمدنية والعلوم.
  2. Peking University أيضًا في العاصمة الصينية بكين، وهي في المرتبة 38 عالميًا والتاسعة في القارة الآسيوية، ومن المعروف عنها قبولها لأعداد كبيرة من الطلاب الدوليين سنويًا.
  3. Fudan University ثالث أفضل الجامعات الصينية تتمركز في شنغهاي وتشغل المرتبة 40 في الترتيب العالمي للجامعات والسابعة على المستوى الآسيوي، تتميز في تخصصات الاقتصاد والأعمال والتجارة.
  4. Zhejiang University تقع في مدينة هانغ تشو تحتل المرتبة 87 عالميًا، 21 آسيويًا، وتتميز بشكل أساسي في التخصصات التقنية.

تكاليف الدراسة في الصين

التكاليف الدراسية

بالنسبة للرسوم الدراسية فإنها تختلف بين جامعة وأخرى وحسب التخصص الذي ينوي الطالب دراسته، بالنسبة لرسوم التقديم إلى الجامعة تبدأ مما يقارب 90 حتى 150 دولاراً ويمكن أن تصل إلى 200 دولار كحد أقصى. أما بالنسبة للرسوم الدراسية السنوية فإنها تبدأ من 3000 دولار أمريكي لتصل في بعض الجامعات ولبعض التخصصات حتى 9000 دولار سنويًا. طبعًا تبقى هذه الأرقام وسطية ويمكن أن تكون أقل من ذلك في بعض الجامعات وأكثر في جامعات أخرى، وتعد التخصصات الطبية هي الأعلى كلفة من بين كافة التخصصات، وفي حال كنت تبحث عن دراسة بتكاليف منخفضة ينصح بتجنب الجامعات ذات التصنيف العالي.

التكاليف المعيشية

تعد مدن بكين وشنغهاي الأعلى كلفة للمعيشة من بين كافة المدن الصينية، إذ يلزم تكاليف معيشة في تلك المدن بين 700 حتى 1200 دولار شهريًا متضمنًا ذلك السكن والطعام والمواصلات. في المدن الأخرى الأرخص يحتاج الطالب وسطيًا بين 400 إلى 700 دولار متضمنًا السكن كذلك والذي يتوافر منه السكن الجامعي والشقق الصغيرة والسكن المشترك أيضًا. ويعد السكن الجامعي الشكل الأرخص والذي يكلف شهريًا بين 100 إلى 400 دولار حسب المدينة والجامعة.

يسمح للطلاب العمل بدوام جزئي طيلة فترة دراستهم، كذلك يمكن للطلاب الدوليين الذين يتقنون الإنكليزية تدريس الإنكليزية للكبار أو الصغار في العديد من المراكز التعليمية كعمل بدوام جزئي إلى جانب دراستهم.

المنح التعليمية للدراسة هناك

هناك منح مقدمة من الجامعات مباشرة للطلاب الدوليين والتي يمكن أن تكون كاملة أو جزئية كذلك، يمكن الاطلاع على المنح من المقدمة من جامعات صينية مختلفة من خلال هذا الرابط.

للمزيد من النصائح والمعلومات تجدها في قسم خطوات التقديم على منحة دراسية

التأشيرة والإقامة

هناك نوعان من تأشيرة الدراسة التي تخص الطلاب الذين ينوون الدراسة في الصين:

  • Visa X1 وهي للطلاب الذين يمتد برنامجهم الدراسي لأكثر من 180 يوماً.
  • Visa X2 وهي للطلاب الذي ينتهي برنامجهم الدراسي خلال فترة أقل أو تعادل 180 يوماً.

متطلبات أي من نوعي الفيزا لا تختلف كثيرًا إذ تشمل جواز سفر ساري الصلاحية وصور وإثباتات شخصية، وربما تطلب بعض السفارات والقنصليات الصينية أوراق أخرى وهذا يعتمد على السفارة والبلد الذي يتواجد فيه الطالب.

يجب التقدم إلى السفارة أو القنصلية بالأوراق المطلوبة ولا تقبل عادة الطلبات الإلكترونية أو عبر الإيميل، ويتم التقديم للحصول على الفيزا بعد الحصول على القبول الجامعي مباشرة.

بعد إنهاء الدراسة في الصين

يمكن للطلاب الذي حصلوا على البكالوريوس من أي من الجامعات الصينية استكمال دراستهم العليا هناك في حال تمكنوا من الحصول على القبول الجامعي سواء من الجامعة التي كانوا فيها أو أي من الجامعات الأخرى.

أما بالنسبة للبقاء في الصين بداعي الإقامة الدائمة والعمل، فكانت الحكومة الصينية قد عدلت العديد من القرارات المتعلقة بهذا الشأن وصار بمقدور الطلاب بعد التخرج العمل أو التدرب لدى الشركات الصينية، إذ يمنح الطالب الذي أنهى دراسته فيزا عمل لمدة عام قابلة للتجديد إذ استطاع تأمين عمل من شركة ما. يذكر أن الصين لديها سوق أعمال ضخم ولديها ما يسمى أحيانًا بـ “وادي السليكون الصيني” الذي يحوي مئات الشركات الناشئة وسوق وظائف متنامي.
بالإضافة لمقال الدراسة في الصين يمكنك قراءة المزيد من المقالات لأكثر من 60 دولة في قسم الدراسة حول العالم في موقعنا